Review of Ein Shams by Mohammed Rouda

English translation coming soon! You can also access the review from the film critic's blogspot here.

عين شمس
إخراج: إبراهيم البطوط
مصر-2007
........................................................................
الفيلم المصري الذي يعرض على شاشات مهرجان مراكش السينمائي الدولي قريباً هو عن سيناريو لتامر السعيد والمخرج إبراهيم البطّوط سيفاجيء مشاهديه بجودته وببداية من أمهر البدايات التي عرفتها السينما المصرية الى اليوم. رمضان سائق تاكسي على سيارته في المشهد الأول. السيارة تجوب الشوارع بإنسياب في النهار ثم ندخل الليل معها. الكاميرا منصبّة من على فتحة في أعلى السيارة تلتهم الطرقات التي تبدو -في معظمها- خاوية. توقفه مريم وتركب السيارة. إنها مغنية. تنظر الى الصورة التي يعلّقها السائق أمامه لإبنته وتقول إنها جميلة. المغنية مريم تصل الى حيث تقيم حفلاً غنائياً فيما يبدو مركزاً ثقافياً. هناك تغنّي عن العراق. مريم أخرى، وهذه دكتورة، بين الجالسين تتأثر . من هنا ننتقل الى العراق حيث نرى د. مريم تجري تجارب وأبحاث حول علاقة إنتشار اليورانيوم بأمراض السرطان وذلك سنة 2003
يصاحب كل ذلك تعليق هاديء يخفي قدراً من السخرية وهو يقول حول تذرّعات غزو العراق من قبل الجيش الأميركي- على سبيل المثال: " لم يجد (الجيش الأميركي) أسلحة الدمار الشامل. كل ما لقوه هو اليورانيوم اللي كان الجيش الأميركي نفسه استخدمه (في الحرب الأولى). ويستمر التعليق حين تعود الكاميرا الى القاهرة لكنه ينهي تدخّلاته -بعد نحو سبع دقائق من العرض- بالقول: أنا مين؟ مش مهم خالص... أحياناً بتسمع أصوات ما تعرفش مصدرها

للأسف لا يستمر الفيلم على هذا المنوال المبدع بين النقلات التسجيلية والروائية ولا على ذات المستوى من الطرح السياسي. لكن ما يوفّره ، بعد ذلك ليس أقل شأناً مما سبق. بل يختلف عنه فقط. إنه يوفّر نظرة إنسانية عميقة لحياة سائق التاكسي المتزوّج ولديه إبنة جميلة (كما الصورة المعلّقة) ثم لرجل من رجال الأعمال الأثرياء الذي يطلبه لكي يسوقه الى مهامه ومكتبه. في المكتب نتعرّف على المحامي الكبيير الذي ، بالإستناد الى جشعه ورغباته في الوصول الى سدّة ما في التركيبة السياسية يرشّح نفسه لمجلس الشعب
في حفلة إعلان نفسه مرشّحاً نرى سائق التاكسي قد جلس في أحد الصفوف. هناك من يقدّم المرشّح بأفضل العبارات، وهناك كلمات المرشّح نفسه التي تزكّي صاحبها وتقدّمه كما لو كان خير مصر كلها سيكون من صنع يديه. لكن هم سائق التاكسي هو التالي: التلوّث البيئي الذي يجعل طعم الكمثري كالخيار -كما يقول مضيفاً أمثلة أخرى باتت سائدة في "القرية الكبيرة" التي نعيش فيها اليوم.
سبب إهتمام سائق التاكسي بمسألة لا يتطرّق إليها عادة أحد في الطروحات الإنتخابية يعود الى أن إبنته الجميلة تلك مصابة بالسرطان وستموت
لن أفسد مشاهدة الفيلم وأكمل بالتفاصيل، لكني أريد تسجيل أن موهبة البطّوط هي فعلاً مختلفة ومميّزة عن تلك التي رأيناها ليس بين صف المتسكّعين على أرصفة الأفلام التجارية فقط، بل حتى بين المخرجين الجادّين الموجودين في ساحة السينما المصرية اليوم